قم يا بني إذا وقعت فإن من .. يرضى الهوان أسير قضبان الوهن
واصنع من الفشل الذريع مرافئاً .. ودع النواح إذا أصابتك الفتن
بدل قوافيك الحزينة كلها .. قل للكآبة لا وليس ولم ولن
واهزز بجزع الفأل في ليل الأسى .. واركب جيادك فالنحوس لمن قطن
واصبر كصبر الصالحين فإنه .. يأتي الضياء من الظلام وإن سجن
وانظر إلى الطور المقدس حوله .. لترى التجلي والمشارق والمنن
وادخل إلى القرن المضيق بابه .. وانهض ولا تحزن ولا تخشى الإحن
واصمد إذا عصفت رياح الهم في .. بحر الحياة ولذ بفلك ذوي الفطن
واخرق ظلاماً حاصرتك سدوفه .. في بطن حوت الغم صلي وسبحن
وخض الفيافي داعياً متفائلاً .. والمن والسلوى رفيقك في المحن
حتى إن احترق الفؤاد تأسفاً .. فهناك برد في تضاعيف العطن
حتى إن اشتد الظلام على الدنى .. فهناك صبح باسم يمحو الدجن
حتى وان عصفت رياح همومنا .. تبقى الحياة جميلة هذي السنن
أشعل شموع النور عش متفائلاً .. إن التفاؤل للجروح كما المجن
يا راكباً متن الحياة تمهلن .. إن النجاح حليف من بذل الثمن
فابذل له اللب النفيس ولا تكن .. حياً ولكن كالذي لبس الكفن
كفكف دموعك يا بني فإنه .. ما لم تقم بالعبء أنت فمن إذاً
أوما رأيت الصقر يمضي كلما .. هبت رياح الخوف في جو دكن
يمضي إلى أوج السماء ويرتقي .. ليبث وحي النصر ما يخشى الشطن
أوما رأيت الأم تنسج شوقها .. وتذود عن جفن العيون كرى الوسن
يا صابراً وقت البلاء وراضياً .. بالقسم قد وفقت في قطف الفنن
لا تشك للناس الجروح ترحماً .. فإذا اشتكى الإنسان أضحى يمتهن
وتظل ترقب من ضعيف رحمة .. والله من أبويك أرحم يا فطن
وتبيت أواهاً وتبكي خائباً .. وتظل تشكو من تصاريف الزمن
يا صاح ما يغني البكاء لمدنف .. فاصبر فصبر المرء منديل الشجن
قم يا بني وقاومن ولا تقل .. رباه إني بالمصائب مرتهن
واصمد على ثغر البلاء مرابطاً .. فالضيف يرحل والأجور لمن عدن
وتشاء أنت من البشائر قطرة .. فإذا به الغيث العميم وقد هتن
