يا امتي بالحق قومي واصدعي .. ولراية التوحيد فخراً فارفعي
وتوثبي نحو العلا ببسالة .. وعلى ذرى المجد الرفيع تربعي
وتحرري من قيد ظلم جائر .. لا تستكيني للهوان وتخنعي
فمعالم الإسلام بان سبيلها .. للعالمين فأدركيه واتبعي
وتلمسي هدي النبي وصحبه .. وبكل ما قد صح عنه تطبعي
فالله أنزل ذكره لرسوله .. يهدي الآنام بنوره المتشعشع
هو للفلاح دليلنا وإمامنا .. قد ضل من بخلاف هذا يدعي
شدي العزائم تحت ظل لوائه .. وبغير نيل المبتغى لا تقنعي
وخذي بأسباب النهوض تقدماً .. ولذلك الماضي التليد تطلعي
عودي إلى مجد تقادم عهده .. ولشملك المفقود لمي واجمعي
ودعي التحزب واستنيري بالهدى .. وعن التخاصم والنزاع ترفعي
عودي إلى قول يوحد صفنا .. ولربك الهادي الجليل تضرعي
قد كادك الأعداء حتى أوقدوا .. ناراً لكي تصلي بها وتمزعي
وتكالبوا من كل فج أقبلوا .. يبغون منك لحكمهم أن تخضعي
فلم الخنوع لغادر مستكبر .. أو ليس آن لشرهم أن تدفعي
ولم التجافي عن صراط محمد .. مالي أراك لأمره لم تتبعي
هذي ديارك أمتي تشكو الأسى .. هل تسمعين لصوتها المتوجع
يمن جريح والعراق مشتت .. والشام أضحى في خراب مفجع
والقدس عاث به العدا وتوغلوا .. في كل ناحية هناك وموضع
فمتى سندرك أننا في غفلة .. وبواقع الحال المشوه ذا نعي
أسفي على من قد مشى في ركبهم .. من كل مفتون بهم ومطبع
لا عهد مع من يستبيح ديارنا .. حتى ولو للسلم أضحى يدعي
فتنبهي يا امتي واستبصري .. ولتحذري بفعالهم أن تخدعي
لن تنصري إلا بسلطان الهدى .. هذا كتاب الله يصدح فاسمعي
من ينصر الرحمن عز مقامه .. فتوجهي لله نصراً وافزعي
رصي الصفوف وألفي ما بيننا .. كوني كعقد بالعقيق مرصع
سيري بركب الأنبياء عزيزة .. والغل من أبناء ملتك انزعي
وتجنبي سبل الغواية والردى .. وعن الخلاف والإفتراق تورعي
ولتجعلي هدي الكتاب منارة .. واستسلمي لله ربك واخشعي
هذي وصايا الله في قرآنه .. جاءت كما نجم بهي المطلع
فخذي بها يا امتي كي ترتقي .. وبها إلى عز الخلود تطلعي
والنصر حتماً سوف يشرق نوره .. فاستبشري خيراً وبالحق اصدعي
من كان أحمد في الحياة إمامه .. نال الشفاعة منه يوم المفزع
ثم الصلاة تمامها وختامها .. تغشى رسول الله خير مشفع