أيا رمضان النور ليلك رائع .. وقلب الذي يرجو رضا الله خاشع
يبيت أولى التقوى قياماً وسجداً .. وكل لرب الكون بالذل راكع
أصاحوا لآيات الهدى في سكينة .. ومن خشية الرحمن تهمي المدامع
تغد ركاب السير أيام بهجة .. تحن إليها في الشهور المطالع
وتمضي سريعاً والموفق يرتقي .. بها في جنان الخلد والبطن جائع
صيام على الريان يفطر عنده .. من الكوثر الغالي وتسقى الطلائع
أمان بيوم فيه شاب وريده .. تزلزل فيه العالمين الفظائع
إلى جنة الفردوس تمضي جموعهم .. وخير الورى بدر على الأفق طالع
هو القائد الهادي وبدر سمائنا .. وقد عاش عن توحيد ربي يصارع
محمد هادينا إلى دين ربنا .. محمد في يوم التغابن شافع
به أخرج الله العباد من الأسى .. وعاش لأمجاد البرية صانع
بدين به نحيا وللمجد نرتقي .. قد اندرجت فيما حواه الشرائع
أيا رمضان النور يا كنزنا الذي .. تضج بذكر الله فيك الجوامع
أخي أيها الغالي هنيئاً لك الذي .. ظفرت من الفضل الذي هو نافع
فعش في رحاب النور تتلوه خاشعاً .. تطيب به نفس وتسمو المسامع
وخذ عمرة في شهرك الرائع الذي .. به فرصة لا تلهينك الذرائع
وبادر بعزم واعتكف ثلثه الذي .. حوى ليلة فيها سنا النور ساطع
فمن قامها يرجو الثواب مثابراً .. ففضل إله الكون للعبد واسع
وليس كمن قد أشغلته توافه .. وأمسى وكنز الأجر في اللهو ضائع
ومن كان محروماً من الفضل سادراً .. وقد بات في ليل الغنائم هاجع
فيا رب بلغنا لنحظى بفضلها .. رجاءاً وربي مستجيب وسامع
أيا رمضان النور والخير والهدى .. رحيلك عنا أججته المواجع
سنستودع الرحمن شهراً من السنة .. وتطوى على نار الفراق الأضالع
أعده إلينا مرة بعد مرة .. لتسعد أرواح وتسقى المرابع
ويسر لنا في الكون كل عسيرة .. فكل الذي في الكون لله خاضع
