يا نفس قد ضاع الشباب بغفلتي .. أسفي على طوعي هواك وحسرتي
مرت عليك سنون عمري وانقضت .. ودنى الرحيل ولم أزل في حوبتي
واليوم من ندمي عضضت أناملي .. فبيوم موتي ما أشد ندامتي
يكفيك ما يلهيك في درب الهوى .. مالي أرى عينيك فيه تعامت
في ربك الرحمن غرك حلمه .. فعصيته في ستره وا خجلتي
تعصين من أولاك من الائه .. أوما قرأت " وما بكم من نعمة "
يا نفس أيام الحياة قصيرة .. والموت آت ليس يغفل ساعتي
هو مسرع نحوي يحث رحاله .. وركابه الأيام يقصد مهجتي
أنا مدبر والموت يسرع مقبلاً .. ما أسرع اللقيا وأبغت رحلتي
لا يمهل الموت العصاة إذا أتى .. في ساعة الآجال إن هي حلت
يرضيك حالك إن أتاك مباغتا .. يا قبح خاتمتي وهذي حالتي
توبي إلى التواب قبل حلوله .. واستغفريه عساه يغفر زلتي
أنا يا إلهي قد أتيتك شاكياً .. لا حول لي أنت الطبيب لعلتي
أنت القوي فهب لضعفي قوة .. أقوى بها أن تستقيم إنابتي
واغفر ذنوباً رانها لا ينجلي .. إلا بعفوك عن فؤادي المخبت
فيك الرجاء وحبل عونك عروتي .. إياك أقصد يا معين بكربتي
نفسي وشيطاني يردن غوايتي .. وهوايا والدنيا المزخرفة التي
هي كالعروس تغر بدراً إن بدت .. والغدر شيمتها تروم منيتي
يا رب فاعصمني فإني عائذ .. بجلال وجهك من هوايا ودنيتي
يا حي يا قيوم أصلح مهجتي .. زينه بالإيمان واكتب توبتي
واجعل لأعمالي ختاماً صالحاً .. يرضيك عني فهو غاية غايتي