الحمد لله الصمد البارئ الفرد الأحد
ثم صلاة الله على رفيع الجاه
وبعد هذي قيم محمودة وشيم
من يبتغي التعززا وأن يرى مميزا
فليس في المال ولا فيما به تجملا
لكن بحسن الخلق حسن الفتى الموفق
فليس في الآفاق مثل شذى الأخلاق
فخذ بلا فتور معالي الأمور
واجتنب السفاسفا كي ما تكون نايفا
تعد في الكرام وليس في اللئام
وخير ذاك التقوى في علن ونجوى
ثم اتباع المصطفى طوبى لمن له اقتفى
فليس للرسول في النبل من مثيل
والعلم خير صاحب كالنور في الغياهب
وكل من لم يعمل بعلمه لم ينبل
وذاك كالحمار حمل بالأسفار
فكن بشوشاً باسما عند اللقاء دائما
فإن الإبتسامه حقيقة الوسامه
كن صادق الكلام تجل في الآنام
فليس للكاذوب محبة القلوب
وهذب الخطاب والتزم الصواب
لا تجري في اللسان خواطر الجنان
حدث بما يناسب لكل من تخاطب
حتى ولو في الغضب وثورة التعصب
إياك والبذاءة والفحش والإساءة
ومن يحدثك فعي حديثه واستمع
وجانب الشقاقا والكيد و النفاق
واحذر من الجدال والزور في المقال
وانصح لطيف نصح وامزح بغير جرح
كن طاهر الفؤاد من درن الأحقاد
وليس مثل الحسد مهلكة للجسد
فإنه ما أعدله يقضي على من حمله
واقنع فإن من قنع نجا وخاب من طمع
فتابع الولائم كوافد البراجم
واستغن عن أهل الثرا تغدو نظير الأمرا
فالأنفس العزيزة شيمتها غريزة
لا ترض أن تذلا أو تأت ما أخلا
واحذر من النميمة والصفة الذميمة
فتلك خيط الشر تفعل فعل السحر
إياك والقطيعة والعادة الشنيعة
فمن عظيم الحرم في الدين قطع الرحم
ووالداك برهم ولا تقل أف لهم
فالبر دين في الولد يقضيكه في يوم غد
والمرء بالتواضع يرقى ذرى المواضع
فإن من تكبرا وللعباد احتقرا
عرفطة في شاهق تسقى من الغوادق
واعجل بما يستعجل فقد يضر الثقل
فللتأني موضع وتركه قد يوقع
واحذر من التهور في كل ما لم يظهر
ولا تقل بعد العجل قد سبق السيف العذل
واحلم كحلم الأحنف واقطع كحد المرهف
وكن عفواً كيسا لا تنتقم ممن أسا
فالعفو ممن قدرا فعل الكرام الكبرا
ولاتكن جبانا مستصغراً مهانا
بل كن شجاعاً ضيغما يحمي العرين والحمى
أشر بغير حيف كأكثم بن صيفي
وإن حكمت فاعدل وعن هوى النفس مل
ولو على القريب والنفس والحبيب
تحلى بالسخاء والبذل والعطاء
تسبي به القلوب وتستر العيوب
فليس للبخيل في الخلق من خليل
والصبر في المضائق توسعة للضائق
فليس للأحياء أمن من البلاء
واستحي من غير خجل وليس ضعفاً أو وجل
فذاك في الإنسان من شعب الإيمان
والرفق كم يزين وضدده يشين
لا تكسر الخواطرا وكن لهن جابرا
وارحم فمن لا يرحم من ربه لا يرحم
لا تقهر الضعيف أو تزدري الشريف
أحسن إلى العباد بالقول والأيادي
وأنجز الوعود ولتحفظ العهود
إياك أن تكون مضيعاً خؤونا
واكتم إذا أسر لك من نشر السر هلك
فإنه أمانه إفشاؤه خيانه
واعزف عن الأصحاب غير ذوي الآداب
فصحبة الأشرار كجذوة من نار
شاور بكل نازل رأي المحب العاقل
وأحسن الظن بمن يصلح للظن الحسن
وإن رأيت الريبا فاحذر غشاوة الغبا
ولا تكن خباً ولا يخدعك خباً في الملا
ولا تعير من بلي فربما أنت تلي
أحسن إلى الكبير واعطف على الصغير
أخوك إن عز فهن وإن منحت لا تمن
وكن لطيفاً طيبا بين الورى مؤدبا
واخفض لهم جناحا وكرر السماحا
وادفع ورد بالأحسن لمعتدي أو محسن
إن لم ترد بنبل فاجزهما بمثل
وكن غيوراً حازما بما وليت قائما
لا تنهمك في المتع وازهد وكن ذا ورع
ولا تشابه النسا في هيئة أو في كسا
فإننا في زمن فيه احتدام الفتن
كما يقال في المثل استنوق اليوم الجمل
وكن فتى عفيفا منزهاً نظيفا
لا تكثر الشكايه فإنها نكاية
تشمت فيك نذلا ولا تسر خلا
ولا تكن هبنقا مثل ابن قيس أحمقا
واعمل وأحسن العمل ولا تطاوع من عزل
أو من يذم العملا وعابه وقللا
لن تعدم الحسناء تشويه من أساءوا
وصاحب المروءة تأمن منه سوءه
لو كان من عداك لم يأت من وراك
ولن تراه يغدر وفي الخصام يفجر
تلك سجايا الكرما وشيم في العظما
فكرم الأخلاق من كرم الأعراق
وتم نظم الحسني بكل معنى حسن
فيه الدراري والذهب وبعض أمثال العرب
